لم تغرق ياما في العزلة الافتراضية اشتهاء في ذلك. لم تختر أختها ماريا المنفى ونسيان أرضها برغبتها. رايان، أخوهما، الذي حولته طاحونة الظلم إلى مجرم كان يحلم بشيء آخر. أمهما فريجا التي ماتت بين كتبها في حالة شبه جنونية، ظلت تحاول الهرب من خوف سكنها في العمق. زبير، والدهما الخبير الطبي العالمي، لم يغرق في عزلة الموت برغبته، مافيا تهريب الأدوية وعصابة التجارة بالأعضاء البشرية، وراء الكثير من الجرائم.
تعتمد الرواية على السرد بضمير المتكلم الذي يتجسد في صوت مارغريت – (ياما)، التي تهوى الموسيقي ضمن مجموعة (ديبو جاز)، ويرافقها في ذلك الهوس سبعة شباب مولعين بالفن، لكن هذه الفرقة الموسيقية ما لبثت أن تلاشت، بعد تعرضها لمضايقات مدنية وموت ديف الذي تحبه ياما.
تتعرف ياما في الفيس بوك على الكاتب المسرحي المنفي منذ عشر سنوات (فادي) وتطلق عليه اسم (فاوست)، وتتطور العلاقة بينهما خلال ما يقارب الأربع سنوات إلى حب عنيف دون أن يلتقيا. يقرر فادي أن يعود للوطن لعرض مسرحيته “لعنة غرناطة”، وتلتقي ياما به للمرة الأولى لتكتشف أنه لا يعرفها وأنه لا يملك صفحة على الفيس بوك أساسا، وأن من يدير الصفحة باسمه هو ابن عمه (رحيم)، فتخرج من وهمها.
تعاني (ياما) من خيبات متواترة منذ وفاة ديف؛ ويكون هذا الفشل في سياقات عاطفية كالسابق وفشل تجربة حب مزيفة في موقع (الفيس بوك)، واقتصادية تتمثل في فشل تجارة الأدوية، وسياسية تتمثل في فقدان الحقوق التي تتطلع إليها، واجتماعية تتمثل في موت الأب وسجن الأخ ثم موت الأم.
لم تغرق ياما في العزلة الافتراضية اشتهاء في ذلك. لم تختر أختها ماريا المنفى ونسيان أرضها برغبتها. رايان، أخوهما، الذي حولته طاحونة الظلم إلى مجرم كان يحلم بشيء آخر. أمهما فريجا التي ماتت بين كتبها في حالة شبه جنونية، ظلت تحاول الهرب من خوف سكنها في العمق. زبير، والدهما الخبير الطبي العالمي، لم يغرق في عزلة الموت برغبته، مافيا تهريب الأدوية وعصابة التجارة بالأعضاء البشرية، وراء الكثير من الجرائم.
لم تختر هذه العائلة النهايات التراجيدية والمآلات القاسية، ولكنها العزلة التي فرضتها هذه الحرب غير المرئية، التي أعقبت الحرب الأهلية، حيث لا تنطفئ النيران المشتعلة ولكنها تتخفّى تحت الرماد.