قرب نهاية الشتاء، عادت معظم الطيور المهاجرة إلى موطنها في بلاد الشمال؛ فقد بدأت بحيرة قارون في النقصان وارتفعت الحرارة، وبدأ الربيعُ يعلن باسمًا عن حضوره الزاهي على طول الساحل الجنوبي للبحيرة. وكعادته، كان الصيادُ يجدف بقاربه بحثًا عن رزقه. وفي المياه الضحلة، لمح طائرًا وحيدًا يتحرك ببطء. أدرك الصياد أنه طائر فلامنجو. تعجب؛ فكل طيور الفلامنجو قد هاجرت إلى موطنها.
هكذا هي رواية «حكاية طائر وحيد» التي تدور في بيئة خلابة وتحلق في سماء القيم، بلغة رهيفة تبرز المشترك الإنساني والتفاعل بين الشرق والغرب، وتؤكد الهُوية والولاء للوطن، من خلال فلامنجو تخلف لمرضه عن العودة إلى بلاده في أوروبا، ليظل طوال الصيف وحيدًا، يواجه أحداثًا وشخصيات مثيرة. فأدرك رحابة الحياة ووجوهها المتعددة، وكانت صيحته في النهاية: «أيها الرفاق، صفوا قلوبكم، وافتحوا عقولكم. كثير مما نظنه حقائق خالدة، ونتقاتل بسببه، يتضح أحيانًا أنه مجرد أوهام زائفة، فلا تكونوا أسرى للأفكار البالية. فلماذا نتصارع ونتصارع؟ لا أحد يحوز الخلود، ولا أحد يمتلك الحقيقة. الحقيقة أكبر من كل الكائنات».