يتناول هذا الكتاب بالوصْفِ والتّحليل نُصُوصًا سرديّة لعدد من الرّوائيين العرب من زاوية مصطلحات حديثة مثل التخييل والمتخيل والتخييل الذاتي والتشخيص والهوية السردية، وغيرها، باعتبارها آلياتٍ للإنتاج وبناء الدّلالة. ومن ثمّ، فقد سَعَت المقاربة النظرية لهذه المصطلحات، وأخرى متصلة بالمقارنة والتأويل، إلى محاولة ضبط أسسها النظرية وأبعادها الإجرائيّة والتطبيقيّة بصفتها أدواتٍ منتِجَة في التحليل.
وفي مستوى آخر، حاولَت القراءة، من جهة، البحث عن مُجْمل التعالقات الظاهرة والخفيّة بين مكوّنات تبْدو في ظاهِرِها متباعدة وبين تشْخيصاتها الأدبيّة والتّخْييلية، ومِنْ جهةٍ أخرى الوقوف عند القاسم المشترك المتمثّل في مُصْطلح التخييل الرّوائي الذي يشتغل في هذه النّصُوص وفق منْطق داخلي خاصّ به.
كَمَا أبرزت الدراسة مختلف المكوّنات الموضوعاتية واللغوية والشّكلية البارزة في هذه النصوص، مع الإنْصَات أكثر لمنطِق اشتغالها لغةً وموضوعاتٍ، لذلك؛ فبقدْر ما كانتْ هذه الدّرَاسات قراءة في الآليات الداخلية لهذا المنطق، بقدْرِ ما كانت تسْعَى إلى إبْرَاز الدّور الذي يلْعَبه السّرد في تغيير علاقاتنا بالواقع باعتبارِه أداة معرفيّة.