تدور رواية الكاتب سامح الجباس في دوائر تكاد تكون مغلقة، يتكرر الزمن فيها تكرارات أبدية. لعلنا نعود لنظرية العود الأبدي الذي وضعها المفكر والفيلسوف نيتشه ونقرأ هذه الرواية في ضوئها.
تتقاطع دوائر ثلاث شخصيات من الرواية في فضائها الزماني وليس المكاني الواسع الذي يتسع ما بين القاهرة والإسكندرية وقرى الدلتا وإيطاليا وإنجلترا. وتكون رواية “جين أير” هي البطلة التي تتجمع لديها كل النقاط في النهاية. تظهر في الأحداث الكاتبة شارلوت برونتي بنسخها الزمنية المتناثرة داخل الحلقات المقيدة لأصحابها.. وتكون روايتها الشهيرة الحبل والعقدة. نمسك بطرفه لنصل للعقدة مع تصاعد الأحداث المثير وتخبط الشخصيات ومعاناتهم في حياتهم وقصص الحب المبتورة التي أبدا لا تكتمل.

الزمن يتكلم بصراحة أكثر من الكلمات.
عن حياتي أكتب…
القلم فى يدي، والأوراق البيضاء تنبسط أمامي على المنضدة كقماش أبيض ينتظر التطريز.
***
الآن أراه للمرة الأولى..
على الصفحة الأولى من الرواية خربشة بقلم حبر باهتة تحمل الكلمة «jane»
الخط منمنم دقيق أكاد أن أتخيل صاحبته فتاة بيضاء، نحيفة للغاية، سوداء الشعر بلون الليل، أناملها رفيعة وطويلة رقيقة حتى تكاد أن تسقط إعياءً.
تُرى من هى جين هذه؟ وكيف جاءت الرواية إلى هذه الشقة؟
أُقلب صفحات الرواية فألاحظ بعض الخطوط بالقلم الأحمر تحت بعض الكلمات.
أأنتِ من فعل هذا يا جين؟ ولماذا؟
***
يقاطعها بحدة صوت هاني:
– قبل ما تكمّلي انا عندي اعتراف صغير .
هناء تترقب كلامه باهتمام وقلبها يدق. تفكر «الآن سيعترف أنه كهل متزوج عابث».
– أنا اسمي الحقيقي.. هاني.
وهي تحاول التغلب على المفاجأة:
– شفت بقى اننا ماينفعش نتكلم ع الحب؟ ده احنا حتى خايفين نقول اسامينا الحقيقية؟
بحرارة يقول هاني:
– والله كل اللى حكيتهولك عنى حقيقي.. سامحيني.
– ماتعتذرش.. مش يمكن أنا كمان كدبت عليك وممكن اسمي مايكونش شيماء؟
***
ثلاث شخصيات تعيش فى ثلاثة أزمنة مختلفة يربطها «حبل قديم» لا يشعرون به وتحيط بهم «عقدة» تَشدُّهم إلى مصائر غير متوقّعة .