تحاول الدراسة أن تفك الاشتباك الحاصل بين مفاهيم «الصوت» و«وجهة النظر» من جهة، ومفهوم «السارد» من جهة أخرى. كما تحاول أن تقدم طرحًا حول مسألة تعدد الساردين داخل النص الروائي، بديلًا لعددٍ من المغالطات في بعض الآراء والتصورات حول تعددية الأصوات المتوهمة أو البوليفونية، وغيرها من الفوضى الاصطلاحية.
تكمن أهمية الدراسة في أنها تسُد نقصًا في دراسة عملية تعدد الساردين داخل النص السردي، التي أصبحت من سمات النصوص السردية المعاصرة. فأهمية الدراسة تنبع من دورها التأسيسي.
تحتوي الدراسة على مقدمة عامة، ثم تقدم عرضًا موسعًا لأشكال حضور السارد، من خلال مناقشة الدراسات السابقة لمفهوم «السارد»؛ للتفرقة بينه وبين مفهومي «الصوت» و«وجهة النظر». ثم تُقدم تأسيسًا لمسألة تعدد حضور الساردين داخل النص السردي، فتقدم تأسيسًا نظريًّا لمفهوم «نائب السارد» مشفوعًا بعديد من النماذج السردية. ثم تُقدم تصنيفًا رئيسيًّا للإنابة السردية ينقسم إلى نوعين. ثم تعرض لأشكال الإنابة السردية. ثم تُقدم عرضًا للتقنيات المتعددة التي تعمل من خلالها «الإنابة السردية».