تمثَّل الأهميَّة الأساسيَّة للخطاب الروائِي في أنَّه يعرِضُ في المقام الأولِ تجارب فنية لشخصيات متفاعلة، ومتعددة الأطوار والأعمار في أزمنة وأمكنة متعددة، وهذا يعني أنَّه أمرٌ طبيعي أن يكون البُعْدُ المأساويُّ الدراميُّ -بما يقتضيه من اغتراب ذاتِي وانفعال حركي- إحدى القضايا الأساسيَّة في بنية هذا الخطاب الذي يحاوِلُ محاورةَ الذات الإنسانيَّة في تحوّلاتها المختلفة. من هنا، تهدفُ هذه المقاربَةُ بصورةٍ أساسيةٍ إلى بيان العلاقة التي جمَعتْ بين الفكرةِ الموضوعيَّة (النزعة المأساوية) والتركيبِ السردِي، من خلال مقاربة مجموعة من الروايات العربيَّة المعاصرة؛ بغية الكشف عن الأثر الذي أحدثه الموقفُ المأساويُّ في بنية النص السردي، إضافةً إلى رصد التجديد البنيوي الذي لَحِق النزعة المأساويَّة في علاقتها بالسرد الروائي، نتيجة ظهور متغيِّرٍ جديدٍ، وهو الواقع الافتراضي (Reality Virtual)، خاصة وأنَّ هناك نصوصًا سرديَّة عربية حاولت الإفادةَ مما أتاحَهُ هذا الواقع من تقنيات؛ وبهذا تكون دراسةُ النزعة المأساويَّة من منظور افتراضي حلقةً جديدةً تُضَافُ إلى سلسلة تطوُّر الرواية العربية.